غلب على الفنان الحس الشعبي العميق في تصويره للحياة الاجتماعية الواقعية كالسوق والحي الشعبي مؤكداً دائماُ على فن التصميم الداخلي و التصميم المعماري الخارجي التي تظهر في الأبواب، الجلسات، الزل، الأدوات التراثية من الدلة والإبريق، من خلال كثرة التفاصيل على نحو حرفي فني بأسلوب مباشر، مما نتج عنه فناً احترافياً نادراً حول الموروث ونقلة بقوة إلى العالمية. ونجده أحياناً يستمد من تلك العناصر التراثية وجماليات زخارفها في تصميم تكوينات ذات أسلوب هندسي تجريدي معتمداً على تكرار الشكل الدائري في توزيعه للزخارف الشعبية جامعاً بين الأصالة والمعاصرة في بوتقة التراث.اعتمد على فكره الإبداعي في إنتاجه الفني، حيث عمل على النظر للتراث وصياغته بطريقة غير مألوفة معتمدا على الأساس الهندسي في التصميم، التحديد والتذهيب في التجسيد منتجاً أعماًلاً فنية متميزة لها بصمة خاصة فيه، كما أنه يحمل فكرا خاصا وعمق رؤية في جماليات الطبيعة مما جعله يوظفها في تصاميم ذات قوالب مبتكرة ورموز تعكس البيئة منفذة على هيئة شعارات أو أعمال نحتية. علي الرزيزاء فنان أصيل ذو حس فني عال لبيئته وتراثه العريق، إنسان عاشق لتراثه بكل تفاصيله، هذا مما جعل كل ما يبدعه ينطق فخوراً بإنتمائه لكينونة ذلك الفنان وطاقته الايجابية نحو الحياة، فبمجرد النظر لبيته نجد الجمع بين الموروث والمعاصر، الماضي والحاضر، بين العمارة التقليدية والعمارة الحديثة، هذا البيت الذي قام على عنصر "الباب النجدي العتيق" ليعبر من خلاله إلى فضاءات متعددة بالغة الجمال، فكل باب يفضي إلى آخر، إلى حجرة إلى لوحة إلى نافذة تطل منها على ماض وإرث وحكاية وذاكرة، فهو يسعى إلى امتداد ما خلفه أجدادنا من تراث، حتى لا يندثر وسط زحام تطورات العصر عن طريق بيته الذي كرس كل حياته باذلاً جهده العقلي، الجسدي، الروحي كي يصبح في يوماً ما من أعظم متاحف العالم. • محاضر في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن- كلية التصاميم والفنون • عمل لصالح كثير من الجهات الحكومية والخاصة، وظهر امتداده الفني عند كثير ممن درسوا الفن على يديه، سواء في معهد التربية الفنية الذي عمل فيه معلماً لثلاثة أعوام، أو في التعليم العام بالمرحلتين المتوسطة والثانوية، أو حتى في المراكز الصيفية التي عمل بها مشرفاً على الفنون لثلاثة أعوام. وفي مساحة أوسع للإنجاز، عمل بأمانة الرياض لمدة ستة أعوام مهندساً للديكور، وأشرف على تنظيم عديد من المعارض التابعة للأمانة، وعلى إعداد وتصميم وتنفيذ معرض الرياض بين الأمس واليوم الذي قدَّم صورة مشرقة لهوية الوطن متجذرة في تاريخ نجد وتراثه الأصيل، وهو المعرض الذي جال على عديد من الدول والعواصم (لندن – باريس – القاهرة – أمريكا – كندا – إشبيليا).