والفنان التشكيلي (ستار درويش) بلغ كل ذلك في سبيل استقلال اللوحة لديه، بمفرداتها وتقنياتها، اذ يقتنص درويش من ذاكرة الطفولة، هذا العالم متناهي البراءة، ما هو مشرق فيها، وما هو مشاكس، ومن حكايات تنعكس في طقوس، ربما عاش تفاصيلها ذات يوم، وبقيت في الذاكرة يقول الفنان ستار (الإنسان من دون ذكريات لا يعرف نفسه، أنا أميل إلى طفولتي، لأرى الجانب المشرق والوجداني في الحياة، وأبتعد عن المحلية في العمل الفني، بعيداً عن العقلانية، لأن العقل فيه الكثير من الحواجز والجزم بالأشياء، والأشياء الوجدانية مشتركة بين العالم ككل، مثل الأمومة والطفولة يستعمل درويش ألوانه التي تقترب من لون الطفولة ومشاكساته ببراءة شديدة، وربما يرسم ما يحلمون، ولذا تجد في بعض لوحاته، حلم الأطفال حين يطبعون مشاعرهم على جدران المحلة – الحارة -، الآيلة للسقوط، يتجاوب مع روحهم وطبيعة تكوينهم النفسي، يعبر بصيغ واقعية، وأخرى تجريدية متطورة بملامح ذات صلة بعالم الطفل والطفولة، وكذلك يعبر عن مشاهدات مرصودة بذكاء ودقة يشير درويش أتناول رسوم الأطفال، باعتبار الطفل أكثر الكائنات صدقاً في التعبير عن نفسه حينما يدون مشاعره بالرسم، وأكثر الكائنات اكتشافاً للشكل، وأعتقد ان كل أطفال العالم، يرسمون بالطريقة نفسها، ولا تستطيع ان تميز هذا الطفل من أي بلد، او من عائلة فقيرة أو غنية، والاهم من ذلك انه لا يعير أهمية للمنظور، أي انه يهتم بالمضمون أكثر في أعمال الفنان ستار الأخرى تجد هناك حيزاً من التكوين في استعمال (الكولاج) وتوزيعه على مساحات اللوحة، وقد تفرد به الفنان ستار لإغناء الموضوع الذي يشتغل به